الخميس، نونبر 03، 2005

المقدمة


للتراكمات مأخذ الأساس حينما يتطرق المحلل النزيه لمجمل القضايا العالقة في هذا الإقليم المستحدث في إطار العناية الموجهة للتخفيف عن فاس كحاضرة يخطط للحفاظ علي خصوصيات تؤهلها لاستعادة الدور الذي لعبته عبر العصور من جهة .. والتدقيق في أبعاد ما يراد توظيفه بالعالم القروي حتى ينأى عن الاختلاط الذي سبب أكثر من مرة في امتصاص كل الفوائد المخصصة له كحقه المشروع عند توزيع الاستثمارات العامة العمومية علي المناطق جميعها حضرية كانت أو قروية .. من جهة ثانية.
تلك التراكمات المضاف إليها سلبية بعض الجماعات القروية التي عرفت خلال العقد الأخير تسييرا لا يرقى إلى نصف المطلوب ... بسبب إفرازات انتخابية لها من مواصفات المهازل ما يجعلها استثناءا سيء السمعة لا فائدة في تكرار تفاصيله ، إذ يكفي ما أضاعه الفاعل من وقت ثمين تؤدي المنطقة من اجل تعويضه الشيء الكثير . أما إذا أردنا التفصيل فسنحيد عن الموضوع .. إذ الحديث عن أسباب ومسببات تلك المرحلة يجعل منا ومن أهالي هذا الإقليم المطالبة بمحاكمة بعض الأسماء التي لا زال أصحابها لا يكتفون بالصمت كمخرج أدنى لعنائهم النفسي و محاسبة الضمير عما اقترفوه .. بل منهم من أعاد الكرة ولا زال يطمع في حلب المزيد من لبن البقرة المسكينة ... لولا السد المنيع الذي وجدوه لا يفوت كبيرة ولا صغيرة دون فحصها الفحص الإداري الصارم.. البعيد عن المجاملات السياسية العقيمة ولا الاستغلال البشع للنفوذ .. بل هو قانون يطبق ، وإجراءات تتخذ.. كان المعني فلانا أو كان فلانا. طبعا لصناديق الاقتراع كلمة قالتها في حق من شملهم التصويت بالقائمة كتقنية صفقوا لإقرارها لأنها ضمنت لهم عند التطبيق الفعلي لها الاختفاء وراء أسماء نظيفة لتتحكم النسب المئوية في صعود من صعد منهم ... ولا مناص من التعامل معهم لأنه قدر ديمقراطيتنا كما هو قدرنا التصدي لأخطائهم المرتكبة بما نملكه من قوة ،كل في مجال اختصاصاته . وحتى نبقى مع المستقبل انطلاقا مما يرسخه الحاضر من إصلاح ما يمكن إصلاحه ، وتنفيذ ما تقرر انجازه دون مماطلة أو تضييع للوقت في الشكليات لا بد من الإشارة الواضحة الصريحة .. أن العامل الجديد السيد محمد بنيس يعد مقياسا للبداية السليمة ، والنظيفة، والحقيقية للإقلاع التنموي المقترح مسيره بصورة تصاعدية . لا نقول هذا ادعاءا لمجاملة المسئول المعني .. وإنما لإرضاء ممارستنا الإعلامية بشفافية مطلقة قائمة على استفسار الضمير فينا إن كان مرتاحا أم لا.. وأيضا على الشجاعة الأدبية والمعنوية في وصف الصالح بما يليق من محاسن مستمدة من منجزاته وأفعاله ستقرؤها الباحث متى عاد للتاريخ دارسا الأحداث والوقائع .. وتدوين ما يستحق الطالح من إشارات توجهه إن كان فيه بقية من خير.. إلي إصلاح نفسه .. فان أبى وزاد في غيه عرفت الناس بتصرفاته شكلا ومضمونا ، مقرونة بالحجج والدلائل ليتقوا شره ، فيصبح عبرة لمن لا زالت نفسه تحن إلى امتصاص رحيق خيرات الشعب ، وكأنه قي غابة وحده الأسد والباقي فئران.
...لا غرابة إن كان السيد محمد بنيس محط تشكرات الجميع ، فالمعروف عنه الحركة المتواصلة قياما بالواجب، والتنظيم المؤسس على المستحق لمن استحق ..نفعا و مرد ودية لمن أحسن وأجاد .. أو تنبيها يقدم به لصرامة ملزمة . وككل مقال مقام كذلك لكل طلب، أو امتياز ، أو مخالفة ، أو توقيف ..فصولا في القانون ..إذ الخروج عن النص شيمة لا يعرفها السيد أنيس .. بل المقارنة والاجتهاد والبحث عن مراحل لاتخاذ الموقف المبدئي .. هو الخط القويم الذي تبعه هذا المسئول فنجح به حينما كان في الرباط ، وأيضا حينما رقته كفاءته المشبعة بالوفاء والإخلاص للتوا بث .. إلى هذا المنصب الذي جاء، صراحة ، مناسبا لما كان الإقليم قي حاجة ماسة إليه.. العمل المتواصل مع الأخذ في كل الأحوال بالقوانين المعمول بها .. وكل ذلك مقرون بالجدية في التعامل .. والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مع وسائل التنفيذ المناسبة .
وحتى نتتبع أطوار الأعمال الملموسة تواجدها على ارض الواقع ، نشير بداية إلى إلي تلك الدراسة القيمة التي تجاوزت حد المنوغرافية إلى مرآة يرى من خلالها الباحث ما يرغب الدارس في الاطلاع عليه بسلاسة في التعبير وحرفية في الإخراج واختصار مفيد في معالجة الموضوعات دون إطناب أو حشو إنشائي غير مرغوب فيه أصلا .قد يبدو الأمر يسيرا بالنسبة لعمالة مملوءة بموظفين أكفاء ، ومن الجنسين ، ..لكن الحقيقة أكدت لي شخصيا أن العملية في غياب السيد محمد بنيس ما كانت لتتحقق . وحتى أضع المتتبعين الكرام في الصورة سأوضح لهم هذه النقطة بالذات أكثر وأزيد. طرقت أبواب بعض مسئولي تلك الإدارة ولم اعثر على احد زودني كصحفي محترف بهذه الوثيقة استأنس بها في عملي اليومي بهذه المنطقة . حتى أخذتني الظنون إلي التفكير ..إن كانت هناك اتفاقية مبرمة خلف الكواليس ضدي ..احرم بمقتضاها من تلك الوثيقة=الدراسة= .. لكنني ومؤخرا سمعت من مسئول حكيم قوله –
ما كانوا ليحرموك من شيء هو غير موجود عندهم أصلا.كيف سيستطيعون انجاز منوغرافية وهم قابعون في مكاتبهم لم يغادروها للوقوف على أماكن وجماعات ومساحات يتشكل منها هذا الإقليم .
وهنا أدركت مصداقية البداية لأنها تقارن في انطلاقته بين ما هو كائن على ما يجب عمله اتقاء الخصاص وتحقيقا لأي تنمية منشودة . فكانت هذه أول خطوة ركز عليها السيد العامل باطلاعه المباشر على كل جماعة وكل دوار داخل نفوذه الإداري ليتمكن من إبداع تخطيط يساير الحاجيات ويتطلع إلي إنتاج سليم من الشوائب .. العائد بالنفع الطيب علي الصالح العام .وحتى إذا حل المساء أو أشرقت شمس غد جديد واكب مجريات ما كان.. ليتخذ ما يستطيع به مواجهة ما قد يكون .. وتلك من مهام العامل الذي يخدم مصالح المواطنين ، كما أمره عاهل البلاد، لا أن يجعل المواطنين في خدمة مصالحه.

mustapha mounirh