السبت، فبراير 11، 2012

الدور التركي المشبوه في الوطن العربي



assiasialarabi

بقلم د.يوسف الحاضري
- لعل أكبر خطأ وقع في العرب بعد خطأ (إغترارهم بالدور القطري لتحرير الشعوب العربية ) هو وقوعهم في الفخ التركي والذي يُظن أنها الدولة التي يقع على كاهلها آمال الأوطان العربية في نموهم ورقيهم وإستعادتهم لبريقهم الماضي الذي كانت نفس الدولة تقودهم خلال أحقاب مضت ,,, فالمتداول هذه الأيام والأيام الماضية في الوسط العربي بأن تركيا دولة محبه للعرب وتسعى لتكون سندا لهم وحبيب في كل قضاياهم الماضية والحالية والمستقبلية خاصة فيما يتعلق بالقضية المنسية (القضية الفلسطينية) وقضايا الأكراد وسوريا والربيع العربي وبأنها دولة تنتهج الإسلام منهاجا لها كون الحزب الحاكم (الحرية والعدالة) حزب إخواني إسلامي عوضا عن قضاياه المشرفة في موضوع (سفينة الحرية ) والتي حصل فيها جدل كثير وسالت دماء وحبر في وصفها والكلام عنها عوضا عن زيارة رئيس وزرائها المكوكية للبلدان العربية في الفترة التي سبقت الربيع العربي وخلال هذا الربيع ,,, ولأن بلداننا العربية تحتوي أناس عاطفيين أكثر منهم واقعيين فقد تأثروا بكل حركة يقوم بها أحفاد أتاتورك وصفقوا له متناسين في ذلك ماضي قريب ومخطط جديد .
- إن تركيا تشكل أهمية بالغة بالنسبة للنظام العالمي الجديد الذي أعلن عنه الأب بوش في بداية تسعينيات القرن الماضي إبان حرب الخليج الثانية وتأتي أهميتها من خلال إطلالها على حقول النفط في الشرق وجمهوريات آسيا الوسطى (الإتحاد السوفيتي سابقا) ومنها أصبحت عضوا في حلف الأطلسي ,,,وتلقت خلال فترة التسعينات أسلحة أمريكية تقدر بالبلايين الدولارات وتحوي أراضيها قواعد أمريكية وايضا بريطانية (مثل دولة قطر ) ,,, ورغم أن الولايات الأمريكية تدعي أنها راعية حقوق الإنسان في العالم إلا أنها وجدت إنتفاضة الأكراد بقيادة حزب العمال الكردستاني خطر يهدد إستقرار (تركيا ) الحليف الخفي والأهم في الشرق الأوسط ومع حرب الخليج وبعد الحضر الجوي على العراق خاصة شمالها فقد تدفق آلاف الأكراد إلى تركيا وكان لهذا التدفق غطاء للإقتحامات التركية المتكررة لشمال العراق وضرب الأكراد وقامت أكثر من خمسين ألفا من القوات التركية مدعومة بالقاذفات والدبابات والهيلوكابتر وغيرها من أسلحة بإحتلال قطاعات من الملاذ الآمن لهذه الطائفة تحت مبرر الحماية الذاتية للسيادة التركية وأستمرت الإنتهاكات التركية للأكراد وفي عام 2000 وصلت الإنتهاكات إلى قمتها دون أن تتحرك الولايات المتحدة ومنظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان قيد أنملة في هذا الجانب عوضا عن تغاضي وسائل الإعلام أجمع عن هذه الإنتهاكات (كونها وسيلة مسيرة وليست حيادية ) وهكذا أستمر التدخل التركي في الشأن العربي وبشكل يحفظ لها ولأمريكا مصالحهم في تلك المنطقة الغزيرة بالثروات ,,, ولأن المخطط هذا سار وفق منهجية ناجحة وناجعة وقوبل بسلبية مطبقة من الدول العربية وجامعتهم وإعلامهم فتسعى حاليا (تركيا) إلى إستنساخ التجربة العراقية في الشمال السوري وتحت مبرر منع تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا (خلال فترة ثورة سوريا المصطنعة إعلاميا لا غير) لأن لتركيا مصلحة أكبر في هذه المنطقة فبعد أن كان العراق غنية بالنفط فهذه المنطقة تعتبر منطقة هامة جدا فيما يسمى الصراع (الروسي الأمريكي ) في الخطوط الإستراتيجية للغاز الطبيعي في منطقة أسيا وأفريقيا وأوروبا (السبب الرئيسي لإنطلاق ما يسمى ربيع عربي) حيث أصبحت سوريا الشوكة التي نغصت أهداف أمريكا في تفوقها على روسيا بعد أن أوقعت وبسلاسه (مصر) ولهذا نجد إستخدام روسيا لحق النقض الفيتو في موضوع التدخل في الشأن السوري .
- تركيا لم تكن في أي لحظة من اللحظات محبة للعرب حتى تحت ظل حكم الإخوانيين (العدالة والحرية) حتى لو كان لها مواقف ضد الكيان الصهيوني يتم وصفها بالشديدة والقوية والجريئة (لأنها مواقف حبر على ورق ) ويمكن وصفها أيضا ( مواقف إعلامية) أمام الرعاع من العامة الذين يستههون مثل هذه الأخبار دون أن يكون لعقولهم حظا من التفكر والبحث عن الحقيقة ,,, وإلا لما وجدنا أن أكبر تبادل تجاري للكيان الصهيوني خلال 2011م كان مع تركيا !!! وأرتفع معدل التبادل التجاري بينهم إلى 200% خلال هذه الفترة (كأرقام معلنة ) وما خفي كان أعظم ,,, لذا تم وصف تركيا بأنها أكبر دولة شهدت نموا إقتصاديا خلال ذلك العام لتعكس فكرة نجاح إلى قلوب الشعوب في الأوطان العربية الذين تشرأب أعناقهم لمثل هذه أخبار ويغترون بها أيما إغترار.
- ومن هنا يتضح للجميع أن تركيا لا تهدف إلا لمصلحتها الذاتية من خلال مزاحمة الدول الكبرى في الثروات العربية كونها قريبة من المنطقة ولها قدرة في التأثير والتأثر من الأحداث فلابد أن تحشر راسها لتلتهم أي جرعة (نفطية – غازية) وأتسخدمت في هذاالمجال تقربها الديني والجغرافي والتاريخي مع الأوطان العربية وتحالفاتها الغير معلنه مع الدول الغربية وكلٌ في مصلحتة يلهث ,,, فها هي الكلاب تتكالب علينا كما تنبأ بهذا خير البشر منذ الأزل ,,, فيا ليت قومي يعلمون !!!