السبت، دجنبر 17، 2005

اقليم مولاي يعقوب.. بين التفعيل والمكتوب

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
1:بين الاقلاع والاقناع

باستثناءات قليلة جدا.. يعتبر إقليم مولاي يعقوب
″دوارا كبيرا″.. و ليس هذا و حسب.. بل ″دوار″ تعرض لنكبات متواصلة.. ليست
طبيعية و لكن نكبات من صنف خاص سببها الإنسان.. و ليس أي إنسان..بل ذاك
المسئول، الذي.. كلما انتفخ بطنه استبدل بآخر.. و هكذا دواليك …إلى أن أصبح هيكلا..لن تسعفه ما تبقى من مقومات هشة أن تتماسك بها ذاته .. و بالتالي أن يحافظ على توازنه الأمني.إلا إذا تم إسعافه بما قد نقترحه في آخر مطاف هذا التحقيق الصحفي الدقيق و المطول و الشامل.
بالأمس سمي هذا الإقليم ب: زواغة مولاي يعقوب.. فلم يكتفي القائمين على تدبير شؤونه بالتتابع ﴿إلا النزر القليل جدا منهم﴾ على إفراغ جسده من الدم.. لم يكتفوا بهذا.. بل سلخوا جلده ليتسنى لهم استكشاف نوعية لحمه .. و لما تذوقوه ازدردوه بكيفية بشعة ﴿لا يمكن وصفها إلا لمن أراد أن يحاكم من ساهم من بعيد أو قريب في ذلك .. و ذاك شان آخر.. أما الآن ما نرمي إليه يتلخص في تنبيه من يحتاج إلى تنبيه.. أن ذاكرة هذه المنطقة لازالت محتفظة بشكل الأفعال المرتكبة و أسماء من ارتكبوها﴾ و حبذا لو اكتفوا بأكل اللحم و تذوق لذته المجانية.. بل امتدت أيديهم إلى العظام…حتى إذا وصل الإقليم إلى هذه الحالة ..عين علي رأسه ﴿ بعد أن أصبح إقليم مولاي يعقوب دون زواغة﴾السيد محمد أنيس عساه ينقذ ما يمكن إنقاذه،بما عرف عنه من :استقامة، و شد الحزام ، و العمل بحركية مشهودة وفق بوصلة حدسه الصائب ،على مختلف الجبهات ،و العناية القصوى بكل الملفات العالقة .. كانت مرتبطة بالتدبير العادي للشأن العام الإقليمي ، أو بالحالات الأمنية ﴿المعلن عنها أو السرية﴾ أو بالمبتكر الذاهب إليه اجتهاده في قطاعات يعد منسقا رسميا لمسئوليها فوق نفوذ تراب الإقليم الذي يرأسه كسلطة تنفيذية .. المحدد إتباعا لمعايير إدارية .. توضح مساحتها مراسيم معروفة و معتمدة قانونا. و من حسن حظ السيد أنيس قيام عاهل المغرب الملك محمد السادس بزيارة عملية ميدانية للإقليم.. تسنى له فيها وضع الصورة كما هي أمام النظر المولوي السامي .. و أيضا البرنامج العام الموضوع بدقة و عناية .. يهم بنيات تحتية و انجازات هيكلية تقرر تحقيقها وفق تواريخ مضروبة و بتوافق مع ميزانيات .. منها ما توفر كسيولة .. و منها، ما يترتب النجاح التام من إنهاء المخطط برمته، على توفيرها في مواعيد تأديتها لمستحقيها و بالكامل. وهكذا تصادف و جود السيد محمد أنيس على رأس هذا الإقليم بالرغبة الملحة على إيصال النماء إليه .. النماء القائم على إخراج العالم القروي من عزلته و إيقاف التهميش، المسلط عليه،عند حده .. و إشراكه في الإحساس .. بأنه لا يقل مكانة عن العالم الحضري.. و لا يختلف عنه في الحصول على حقوقه كاملة.. حتى تلك الموجهة لإيجاد خدمات تساعد المستقرين فيه.. على امتداد خريطة المغرب .. لقضاء مآربهم الإدارية و الإنسانية عامة . و أن تتبدد تلك الفكرة الخاطئة القائمة على ترك العالم القروي لتفريخ نتائج انتخابية إرضاء لمكانة أسماء .. في اللعبة السياسية .. استغلت الموقف لتكرر الفاعل متى فكرت في تبوئ مظاهر الزعامات الفارغة من أي دلالة .. اللهم خدمة مصالح جد ضيقة لم يعد الزمان يستسيغ العودة إليها بأي حال من الأحوال. الشيء الذي ساعد السيد محمد أنيس ، كما سبق الذكر،على المضي قدما لتنفيذ مخططاته خطوة خطوة .. مبتدئا بما هو ميسور إدراكه.. لا يحتاج لصرف ميزانيات مالية، و لا مجهودات ضخمة .. بل أمره متروك لحوار حقيقي مستمد من فتح المجال للتعبير بحرية عن الرأي، تجاه بعض القضايا، المؤثرة سلبياتها على فحواها.. و أيضا استقبال الرأي المعاكس بجدية العناية المقرونة بتحليل علمي منطقي لما تتضمنه من معطيات.
و الهدف من كل هذا الخروج بنتيجة مركبة من توافق يرضي الطرفين، و الاستعداد التام.. لترك الماضي جانبا و التطلع للمستقبل و فق رؤى استطاع محمد أنيس، بخبرته ، أن يجعل المعنيين تنفذ أبصارهم إليها.. في و حدة مضمونة .. لأخذ نفس الاتجاه الواحد: البناء و التشييد.. بما يكفل خلق أسلوب جديد .. يتعايش في شكله و مضمونه الطيب و المفيد.﴿يتبع
MUSTAPHA MOUNIRH