أيهما ألْيَق . الرحيل أو أن يُشْنَق؟.
بقلم : مصطفى منيغ
أيهما لبشار أليق ، أن يرحل أويُُشنق . سيان (أرى) متى القصاص بالحكم الأعدل
نطق . حرمة النفوس غالية .. رَسْمُها خالد ليوم النشور ، فيصطف من كان بالأمس يجور،
والألسنة الزرقاء / الحمراء "للمعلومة" عليهم تلف وتدور ، لتسحبهم حيث اللهب يكفي لتذوب جلودهم فتتجدد لحكمة
الحاكم الأوحد الحي القيوم ذي الجلال والإكرام
سبحانه ، ليتيقنوا مع طول عذاب أن لا طاغية على حاله يدوم ، إن تفرعن في
الدنيا وطال به المقام أدى عما اقترف أضعاف أضعاف بأمر مجزوم ، من رب رحيم يكافئ الظالم
بما سبق ولم نأت في شأنه سوى بالسطح المعلوم ، أما الجوهر فعند الباري ناصر
المظلوم . الأرواح لشهداء باقية ناشرة
غضبها على من زين له الشيطان أن كرسيه سينفعه غدا كأن نفوذه له ولوحده خُلق ،
كالنهار إن عانقه الليل ترك من خلفه الشفق ، باللون الأرجواني السابح في قتامة
التغيير العسير / اليسير كما يحلو لرفاق الطريق تفسيره .. فالرأي رأي والقرار شيء
مغاير والكل في زحمة الانحياز أو رحابة الاستقلال زمرد أو حصى أولا شيء على الإطلاق.
اجتمع من اجتمع في باريس ، في غمرة ماسي نحياها فرنسا ، ليس بسبب شمال
"مالي" وحسب وإنما لمعرفة أنها تخسر مواقع قدم في إفريقيا وهي الحريصة
ومنذ عقود على إبقاء معظم دول القارة السمراء تحت مظلتها . كانت الجزائر وحدها
كافية لمتابعة من يسمونهم بالإرهابيين لكن الجزائر مكبلة بمناصرة انفصاليين لازموا
أرضها مكونين دولة داخل دولة. فكيف تحارب انفصاليين داخل دولة جارة لها (مالي)
وتناصر آخرين داخل دولتها ؟؟؟. طبعا قضية الرهائن شكلت منفذا دعائيا لتمرر الجزائر
تخليها عما كانت دوما تدعيه بأن أمن مالي وسلامة أراضيه من أمنها ، بل لتزيد عليه
أن مشاغلها منصبة بالكامل على القلاقل المتفشية بين المجتمع الجزائري الذي يحيا
أسوأ مراحل حياته منذ الاستقلال بسبب سياسات حكومة بوتفليقة التي لم تستطع إيجاد
أي حل يرضي الشعب الجزائري الذي مل الانتظار وهو يعلم أن بلاده من البلاد الأكثر
إنتاجا للغاز الطبيعي والنفط وأن الملايير من الدولارات المستخلصة من تصدير المادتين الأساسيتين لإدارة
دفة التنمية العالمية ، تصرف على مجالات لا علاقة لها بخدمة الشعب الجزائري نفسه .
اجتماع باريس لن يقدم أو يؤخر إن كان قصده ظهور فرنسا أنها لا زالت قادرة
على لعب أي دور في منطقة الشرق الأوسط حتى لا تخرج من "المولد" بلا
" حمص " كما يُقال في المثل الشائع .
الثوار في حاجة إلى سلاح ومعدات حربية لتحرير ما تبقى وهو قليل من نفوذ
نظام بشار ، الكلمات المعسولة والمعونات الإنسانية هناك جهات رسمية المفروض عليها
تقديم ذلك ، هناك منظمات معترف بها تابعة للأمم المتحدة ، تقديم المساعدات
الإنسانية من أهم اختصاصاتها . فرنسا تعلم
أن بشار يتوصل بدعم ضخم وخطير من زعيمة الفتن ، المقر الرسمي للشيطان إيران ، ليس
حبا فيه ولكن في تراب سوريا تزرع فيه عباءة فقيه كرأس حربة للإجهاز على المملكة
السعودية من الخلف ، وإذا علمنا أن السعودية زعيمة دول الخليج أدركنا أن اللائحة
تضم قطر بعد البحرين ، لذا جاءت المساعدات الإيرانية لبشار على شكل جيش من الخبراء
ومهندسي الفتن المتدربين على استعمال الأسلحة الفتاكة وأشياء سنزيح عليها الغطاء
مستقبلا ، روسيا مكلفة بحماية الطاغية واستعماله ورقة مقايضة آتية لا ريب ، خصصت
له فريقا بارعا في المجال ، جعلت منه
مسجونا في الهواء الطلق دون أن يشعر ، ينام ويصحو على عيون عناصر ذاك الفريق
الممنوحين صلاحيات التصرف بلا حدود . الصين تلاحق الفرجة من بعيد .
... الثوار ليسوا في حاجة إلى خطب ترددت في تلك القاعة باللغات الأربع ، بل هم في حاجة إلى ما ينهي
حربهم ضد الطغمة الحاكمة على نصف دمشق، بأسرع وقت ممكن . بالتأكيد هم قادرون
اعتمادا على إيمانهم القوي الراسخ لتحقيق النصر المبين ، حتى النساء مسكن السلاح للذود
عن شرفهن ، ما كن في حاجة لمؤتمر هنا أو هناك لينخرطن في الجهاد راغبات في
الانتصار أو الاستشهاد ، والله أكبر .
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد 4613 – الصخيرات – المغرب